بقلمي / الكاتب – صبحي حجاب

اذا كان الفكر الغربي جنح طوال طريقه المديد الي اعطاء كميه كبيره من النفي ولمقولة – الآخر- فان هذا يعني في نظرنا ان الأمر يتعلق بخصوصيه حضاريه او ثقافيه ينفرد بها الغرب بل ان الامر يتعلق بظاهره بشريه عامه فكريه وسلوكيه يمكن ان تبقي محصوره في مستوي العلاقات السلمية البناءه , علاقات الحوار والتلاقح والاغناء المتبادل في اطار الاعتراف بحق الاختلاف

ولكن هي لا تتحول الي مستوي الصدام الا اذا حركها الميل الي الهيمنه والي الانسياق مع منطق المصالح منطق الانانيه, وهكذا فان تصحيح صورة الاسلام والمسلمين لدي الغرب والراي العام العالمي تطلب اخلاص النوايا في توحيد الجهود والتنسيق مع كل القوي والدول الدول الغربيه والدول العربيه والاسلاميه ووضع قواعد عادله ومبادئ منطقيه وعلميه واقعية وشفافه تكون أسس الحوار الحضاري, واعداد خطة علميه وواقعيه لمواجهة حملات التشويه والاساءه التي توجه للعرب والمسلمين في الاعلام الغربي والتخلص من الانانيه والتي تسيطر ايضا علي بعض القيادات العربيه والاسلاميه والمتشدده منها, واطلاق الملكات الاعلاميه في الدول العربيه والاسلاميه ومن عقلائها حتي تسطتيع ان تعبر في بحور الفكر والثقافه باحثة عن الحقائق دون توجس او تسلط من البعض وتوطين تكنولوجيا العلم والاتصال المتقدم بين العالمين العربي والاسلامي من ناحية والعالم الغربي من ناحية أخري وانشاء مواقع تكنولوجيه للتقريب بين المذاهب الاسلاميه وتزويد الكتاب والباحثين بالمعلومات والمصادر والوثائق وانشاء قنوات اعلاميه عربيه وغربيه مشتركه وشبكات تواصل ليخاطب العالم بلغاته الي جانب تحرير الاعلام العربى من تدخل الاحزاب والطوائف المتصارعه علي سلطة الحكم والأنظمة الراعية لها هذا كله يحتاج الي مفهوم واضح لمصطلح التسامح وأولها التسامح والمصارحه مع النفس أولا, وهو الذي سيحكم نجاح اي محاولة للتقارب بين الحضارات لكن هذا كله سيتوقف علي مدي رغبة واصرار الشعوب والحكومات وصدق النوايا وتنحي جانبا لغة المصالح والهيمنه والدخول في حوار جاد مرتكزة علي حق الجميع في الحياه وحق الاختلاف واحترام القيم الدينية والموروثات العقائديه للجميع