تم الكشف عن مانع الإعلانات

الإعلانات تساعدنا في تمويل موقعنا، فالمرجو تعطيل مانع الإعلانات وساعدنا في تقديم محتوى حصري لك. شكرًا لك على الدعم ❤️

متى ينصف قانون الأحوال الشخصية المرأة

متى ينصف قانون الأحوال الشخصية المرأة

بقلم .. صفاء دعبس
إِياكَ من عسفِ الأنامِ وظلمِهمْ، واحذرْ من الدعواتِ في الأسحارِ،فإِني وهبتُ لظالمي ظُلمي.. وشكرتُ ذاكَ له على عِلمي؛ويقول المولي عزو وجل “يا عبادي، إنّي حرَّمتُ الظلمَ على نفسي وجعلتُه بينكم محرَّماً؛ فلا تظالموا”وقدحرّم الله تعالى الظّلم بين العباد بكلّ أشكاله، ووضّح خطورته وبغضه فحرّمه على نفسه .
وكم في هذا الكون من ظلم وظلمات، واليوم دعونا نقف على جانب من الظلم يقع على فئة كبيرة في المجتمع وهذا الظلم قديم ويتجدد وهو ظلم المرأة التي ظلمتها الجاهليات القديمة، وتظلمها الجاهليات المعاصرة حيث تُظلم المرأة من قبل الآباء، والأزواج ، بل وتُظلم المرأة من قبل نفسها أحياناً. تظلمها الثقافات الوافدة، والعادات والتقاليد البالية، تُظلم المرأة حين تمنع من حقوقها المشروعة ، وتُظلم حين تكون لزوج قاسي وظالم لايعرف إن الله قد كرم المرأة في الإسلام تكريما عظيما ، كرمها باعتبارها ( أُمّاً ) يجب برها وطاعتها والإحسان إليها ، وجعل رضاها من رضا الله تعالى كما أوصى النبي عليه الصلاة والسلام بالنساء خيراً،
ونهى عن ظلمهن والإساء إليهن أو التعدي عليهن، وقد بين النبي الكريم حقوق الزوجات على أزواجهن في حديث جامع حينما قال عليه الصلاة والسلام لمن سأله عن حق زوجته عليه: (تطعمها إذا طعمت، وتكسوها إذا اكتسيت، ولا تضرب الوجه، ولا تقبح ولا تهجر إلا في البيت،فأن الحياة الزوجية لم تقم إلا بميثاق غليظ بين الزوجين وبعهد عظيم يجب الوفاء به، وينبغي أن تكون الحياة الزوجية مثالية ومبنية على التعاليم التي جاءت في القرآن الكريم, ويجب أن تتجلى فيها صور المودة والرحمة والمحبة والألفة بين الزوجين.
فنحن نري انتشار ظاهرة الزوج الظالم بصورة مخيفة، فأصبحت تشكّل تهديدًا على الأسرة والمجتمع ؛ فإن الإسلام نهى عن الظلم وحرمه بين كافة شرائح المجتمع لما له من نتائج سلبية، إلا أنّ ممارسة هذا الخلق المنبوذ والمكروه من قبل الزوج على زوجته يترتب عليه تدمير الأسرة، وإنهاء العلاقات الحميمية بين أفرادها، وضياع الأبناء، وبالتالي انهيار المجتمع، وتأخر نهوضه،وتعاني بعض الزوجات من ظلم أزواجهنّ، وممارسة أساليب مختلفة من العنف الجسدي والنفسي بحقهنّ. وسلوك الظلم لم يولد فجأة بل هناك أسباب لهذا الظلم وأي رجل يلجأ إلى ممارسة الظلم على زوجته فهو إنسان جاهل بحقوق المرأة، فاهم لمعنى القوامة بمفهومه الضيق، وتفكيره المحدود، فالقوامة الزوجية هي ولايةٌ يُفوَّضُ بها الزوج للقيام على مصالح زوجته بالتدبير والصيانة، وهي تكليفٌ على الزوج،
لذا فهي تشريف وتكريم للمرأة وليس إهانة وتقليلًا من شأنها، أو تسلطًا عليها، ولا قهرًا لشخصيتها كما يظن بعض الرجال؛ فالله أوجب على الزوج بمقتضى القِوامة رعاية زوجته التي ارتبط بها بعقد زواجٍ شرعي، وذلك لما ميز الله به الرجل من مقومات جسدية خَلقية، ولأنّ الإنفاق واجب عليه وأمر ألزمه به الشرع. وممارسة الزوج للظلم ربما يعود إلى نشأته وتربيته؛ فهو كان شاهدًا على ظلم والده لأمه، وسلبها حقوقها، ومعاملتها بقسوة واضطهاد، فترسخت هذه الصورة في عقله الباطني، وأعاد رسمها فيما بعد على زوجته”ويأتي ظلم الزوج لزوجته بصور مختلفة، قد يكون ماديًّا؛ حيث يقصّر بحقوق زوجته المادية رغم قدرته على ذلك،
الأمر الذي يشعرها بالنقص والإحراج من مواجهة المجتمع، وتصبح بمعزل عن العلاقات الاجتماعية، وقد يمتد الظلم المادي إلى الأبناء فيحرمون من أبسط حقوقهم المادية والتي تتمثل بالمأكل والملبس والمسكن، فتتزعزع صورة الأب المتفاني، المحب، الملبي لحاجاتهم في نظرهم، ويحل مكانها عدم الاحترام والتقدير له،وهنا يتجاوز فيها الزوج مفهوم القوامة، ويتجرد من مشاعر الإنسانية من خلال تطاوله على زوجته بالضرب والتعذيب الجسدي،
فهذا الظلم الوحشي من قبل الزوج قبل أن يؤلم زوجته جسديًّا يدمرها ويقضي عليها نفسيًّا”. وكرم الإسلام المرأة زوجةً ، فأوصى بها الأزواج خيرا ، وأمر بالإحسان في عشرتها ، وأخبر أن لها من الحق مثل ما للزوج إلا أنه يزيد عليها درجة ، لمسئوليته في الإنفاق والقيام على شئون الأسرة ، وبين أن خير المسلمين أفضلُهم تعاملا مع زوجته ، وحرم أخذ مالها بغير رضاها . فقال صلى الله عليه وسلم : ( اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا ) وقال أيضاً ( خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلِي ) . وكرمها بنتا ، وحث على تربيتها وتعليمها ، وجعل لتربية البنات أجرا عظيماً ، ومن ذلك : قوله صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ عَالَ جَارِيَتَيْنِ حَتَّى تَبْلُغَا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَا وَهُوَ وَضَمَّ أَصَابِعَهُ ) وقال أيضاً رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( مَنْ كَانَ لَهُ ثَلاثُ بَنَاتٍ ، فَصَبَرَ عَلَيْهِنَّ ، وَأَطْعَمَهُنَّ وَسَقَاهُنَّ وَكَسَاهُنَّ مِنْ جِدَتِهِ كُنَّ لَهُ حِجَابًا مِنْ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه .
وكرم الإسلام المرأة أختا وعمة وخالة ، فأمر بصلة الرحم ، وحث على ذلك ، وحرم قطيعتها في نصوص كثيرة ، منها : قوله صلى الله عليه وسلم : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، أَفْشُوا السَّلامَ ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ ، وَصِلُوا الأَرْحَامَ ، وَصَلُّوا بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ ، تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلامٍ ) .فالإسلام رفع من شأن المرأة ، وسوى بينها وبين الرجل في أكثر الأحكام ، فهي مأمورة مثله بالإيمان والطاعة ، ومساوية له في جزاء الآخرة ، ولها حق التعبير ، تنصح وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتدعو إلى الله ، ولها حق التملك ، تبيع وتشتري ، وترث ، وتتصدق وتهب ، ولا يجوز لأحد أن يأخذ مالها بغير رضاها ، ولها حق الحياة الكريمة ، لا يُعتدى عليها ، ولا تُظلم . ولها حق التعليم. وبالختام.. لكل رجلاً يظلم زوجته ويقسو عليها فتذكر قول الله تعالي : ( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فبظلمك لها فأنك قد تعديت حدود الله

 

تعليقات الفيسبوك
الرابط المختصر :

أضف رأيك و شاركنا بتعليقك

الإنضمام للجروب
صفحات نتابعها
الأكثر قراءة
مختارات عالم الفن
شخصيات عامة