تم الكشف عن مانع الإعلانات

الإعلانات تساعدنا في تمويل موقعنا، فالمرجو تعطيل مانع الإعلانات وساعدنا في تقديم محتوى حصري لك. شكرًا لك على الدعم ❤️

لحظات فارقة في حياة الوالي محمدسعدباشا

لحظات فارقة في حياة الوالي محمدسعدباشا

لحظات فارقة في حياة الوالي محمدسعدباشا

متابعه / محمدعنبر

بقلم /حسن قلاد (مفتش الاثار بمحافظه سوهاج)

في اللحظات الأخيرة للوالي محمد سعيد باشا بن محمد علي بدأ ولي عهده و ابن اخيه اسماعيل باشا يتدبر أمره وأخذ ينتظر وهو في القاهرة ، أن ترد إليه الأنباء المبشرة بارتقائه سدة العرش وكانت قد جرت العادة أن ينعم بلقب (بك) على أول من يحمل إلى الوالي الجديد خبر انتقال العرش المصري إليه ؛ وأن ينعم عليه بالباشوية إذا كان بيكا

فلم يغادر (بسي بك) مدير المخابرات التلغرافية مكتبه ثمان وأربعين ساعة لكي يكون أول المبشرين فيصبح باشا ؛ ولكن النعاس غلبه في نهاية الأمر ؛ فاستدعى أحد صغار موظفي مصلحته ؛ وأمره بالقيام بجانب العدة ، ريثما يذهب هو إلى مخدعه وينام قليلا ؛ وبالإسراع إلى إيقاظه حال ورود إشارة برقية من الإسكندرية تنبئ بانتقال محمد سعيد باشا إلى دار البقاء ووعده بجائزة قدرها خمسمائة فرنك مقابل ذلك ثم ذهب إلى مخدعه ، ونام على سريره وهو بلباس العمل.

ولم يكن الموظف الصغير الذي أنابه عنه يجهل عادة الإنعام التي ذكرناها , فلما انتصف الليل بين يومي السابع عشر و الثامن عشر من شهر يناير سنة ١٨٦٣، وردت من الإسكندرية الإشارة البرقية المنتظرة بفارغ الصبر، فتلقاها ذلك الموظف الصغير وأسرع بها إلى سراي الأمير (إسماعيل) وطلب المثول بين يديه وكان (إسماعيل) لا يزال جالسا في قاعة استقباله ، سهران يحيط به رجاله وتسامره هواجسه .

ً فلما رفع إليه طلب ذلك الموظف ، أمر بإدخاله حالا فدخل وأحدقت به أنظار الجميع.

فجثا الرجل أمامه وسلمه الإشارة البرقية الواردة ، فقرأها (إسماعيل)، وما أتى على ما دون فيها ، إلا ونهض والفرح منتشر على محياه — فوقعت الإشارة من يده — وشكر الله بصوت عال على ما أنعم به عليه من رفعه إلى سدة مصر السنية ، ثم ترحم على عمه ترحما طويلا.

فشاركه رجاله المحيطون به في فرحه ، وتصاعدت دعواتهم له بطول البقاء ودوام العز ؛ وأخذوا يهنئونه ويهنئ بعضهم بعضا , ثم نظر (إسماعيل) إلى الموظف الجاثي أمامه (والذي كان قد التقط الإشارة البرقية حالما وقعت من يد مولاه ، ووضعها في جيبه) وتبسم وقال: «انهض يا بك!» وبعد أن حباه نفحة من المال أذن له بالانصراف .

ً فعاد الموظف مسرعا إلى مصلحة التلغرافات ، لرغبته في الحصول على جائزة الخمسمائة فرنك التي وعد بها، زيادة على الذهب الذي أصابه ؛ ودخل بتلك الإشارة على رئيسه ، بسي بك ، وأيقظه وسلمها إليه.

فتناولها بسي بك وقرأها ، ثم فتح كيسه بسرعة وأعطى الرجل المبلغ الذي وعده به ، ثم أسرع بالرسالة إلى سراي الأمير (إسماعيل) ، وهو يرى أنه قد أصبح باشا ، وتتلذذ نفسه بذلك .

فلما دخل على الأمير ، وعرض عليه الإشارة قابله إسماعيل بفتور وقال:
«لقد أصبح هذا لدينا خبرًا قديما!»

فأدرك الرجل أن موظفه خانه ، وسبقه إلى استجلاء أنوار الشمس المشرقة ونعمها ، ثم ضحك عليه واستخلص منه خمسمائة فرنك ، فاستشاط غضبًا ونقمة ، وعاد إلى مصلحته ، واستدعى ذلك الموظف ، واخذ يسبه و يلعنه .

ً فأوقفه الموظف عند حده ، قائلا ً : « اخرس ! فإني أصبحت بيكا مثلك »

هكذا أضاع بسي بك ثمرة سهره ثمانيٍّا وأربعين ساعة ، بعدم تجلده على الاستمرار بضع سويعات .
وفي هذا الموقف يحضرني ان عنترة بن شداد دخل مسابقة مع أحد الأشخاص وهي ان يقوموا بعض بعضهما الآخر ومن لا يتأوه اولا يكون هو الفائز وبعد دقائق قليلة قال خصم عنترة “آه” من شدة الألم وبذلك يعلن هزيمته
فقال له عنترة “لو صبرت هنيهه ” بمعنى لو صبرت ثواني لفزت انت

وهذا يتشابه تماما مع ما حدث مع بسي بك

تعليقات الفيسبوك
الرابط المختصر :

أضف رأيك و شاركنا بتعليقك

الإنضمام للجروب
صفحات نتابعها
الأكثر قراءة
مختارات عالم الفن
شخصيات عامة