تم الكشف عن مانع الإعلانات

الإعلانات تساعدنا في تمويل موقعنا، فالمرجو تعطيل مانع الإعلانات وساعدنا في تقديم محتوى حصري لك. شكرًا لك على الدعم ❤️

قصة قصيرة “حظ عثر” للكاتبة هبة الله محمود

قصة قصيرة “حظ عثر” للكاتبة هبة الله محمود

 

شد وجذب …مشادة كلامية ..يرتفع الصوت ليثبت كلانا للآخر أنه صاحب الحق والآخر مدعي. وكعادته يتوجه للباب ليصب جام غضبه في إغلاقه بضربة وكأنها قنبلة
تحدث زلزال ..لمعت بعيني دمعة حبيسة تجاهلها عن عمد لذا لن أطلق صراحها حتى يخرج .
إستوقفته بلهجة قوية مصطنعة
-يمكنك أن تغيب ساعات أو أيام ولا تعود إلا بقرار واضح
أن تتغير
برباطة جأش إذن فليكن ومضى بطريقه
هاقد خرج ..فأجهشت بالبكاء؛ رددت في عقلي كل كلماته
لأستعيد الوجع مراراً وتكراراً؛وكأن للحزن شهوة لاتنقضي
حتي تمزق القلوب إرباً؛ ولكنك بعد نوبة بكاء تصبح
أفضل حالاً.وعلى مايبدوأن الدمعات الحارةتنتقص من حرارة الجسم ولذا فقد شعرت بالبرد ولكن لابأس فحوض استحمام وماء دافئ يفيان بالغرض.
استمتعت بدموعي كثيراًحين شاهدت فيلمي المفضل
The fault in our stars
للمرة الثانية والثلاثين بعد المئة دون أن يتهمني أحدهم
بالسذاجة؛ يبدو أن أيام سعيدة بانتظاري
لقد استمتعت حقاً ،ولكن ما أفسد متعتي كان فكرة أن يكون هو أيضاً سعيداً من دوني لابد أن ينتحب ويجافيه
النوم حتي الشروق، ذاك شعور مُرضي .
لقد أتعبني البكاء والأفكار فمرحباً بهدأة الكرى.
خلدت إلي النوم ربما ساعتين أو أقل وأيقظتني نوبة حزن ربما لم تكتمل؛ لا أعلم هل توسدت جمرةفشعور الوحدة سخيف والأسخف هو غياب يد طالما اقتربت في حنو لتغطي كتفي ؛
جفني مثقل ينازعه ثقل أكبر بقلبي فينتصر ثقل قلبي. ساعات طويلة فعقارب الساعة تتهادى فى توأدة وكأنها تخطو فوق كسرات زجاج.
إنها السابعةصباحاً ومازال الظلام مخيم على حجرتي
سأبعث له برسالة
” كف عن ترهاتك يمكنك أن تغيب ولكن أترك لى بعضاً
من نورك لأتلمس طريقي ”
لا لن أرسلها
سأذهب إلي العمل لن أترك وحش الوحدة يهنأ بإلتهامي
وأما عن الظلال الرمادية من أثر البارحة ستصلحها
المساحيق.
مرحباً بيوم جديد أقود فيه السيارة
كم تمنيت وكم رفض. يتررد صوته على سمعي
-نحتاج للذهاب للعمل لا إلى المقابر هههههههههه
أخيراً.. تبدو القيادة ممتعة ظاهرياً إلا أن الطرق مزدحمة
والأوغاد يحيطون بي من كل جانب .
أنا أجيد القيادة ولكن ربما في جزر المالديف!
لقد نجوت حالاً من الموت ولكن أحداً لم يحمد الله على سلامتي
وصلت العمل بالتاكسي فالسيارة لم يحالفها الحظ وستقضي فترة علاج طويلة بالتوكيل.
أنا أجيد القيادة لم يكن سوى حظ عثر.

بداية يومي لم تكن سوى كابوس لحق بي من الأمس لذا أحتاج إلى قهوتي لأفيق وأحظى ببداية جديدة.
غير معقول فقهوتي اليوم داكنة للغاية إنها تفتقر للحليب
ومع أول رشفةبوووووووف والسكر أيضاً.
سأبعث له برسالة
“يمكنك أن تغيب ولكن أترك لى قليل من الضوء لأتلمس طريقي وقليل من السكر لتحلو لي مرارة الأيام”.
لن أرسلها .لقد طالعت الهاتف للمرة الخمسين منذ الصباح على أقل تقدير وفى كل مرة أتأكد من أنه ليس في الوضع الصامت.
ولكن دون جدوى يبدو أن الصمت كان إجبارياً؛ عفواً لن أبكي الآن ؛ سأؤجله لبضع ساعات فقط.
انغمست في العمل ؛ حاولت أن أُعمل به كل حواسي لأسد كل منفذ قد يتسرب منه الحنين ؛ فانتصرت فى الملأ
ومحقتني الهزيمة في عقر نفسي.
لقد عدت إلى منزلي وحدي ..فكل رسالة منتظرة لم تأتي
وكل أمل بالعودة عاد إليّ يجر أذيال الخيبة .
لا مفر من وجبة غداء دون شريك أثرثر له بتفاصيل اليوم.
توجهت للمطبخ لإعداد الطعام .
لابد لهذا الأمر السخيف من حل هل نضبت العقول عن إبتكار صفارة إنذار تنبهنا قبل احتراق ” شياط” الأرز
وفوران اللبن .
أعلم إنها ليست المرة الأولى لي في تناول الأرز المحترق
فقد اعتادته كل يوم ولكنه اليوم أسوأ أرز تناولته في حياتي ؛ يبدو أنه حظ عثر.
أترقب صوت المفتاح بالباب حتى خيل لي عدة مرات أنا الباب يُفتح فيرحب قلبي ويمتعض وجهي معلناً الخصام
لقد سئمت تكرار كلمات العتاب التي لم يأتي ليستمع لها .
سأبعث له برسالة
” يمكنك أن تعود دون أن تتغير فأنت أيقونة سعادتي
وتميمتي لمواجهة حظي العثر ”
لا لن أرسلها سأهاتفه
صوت طنين هاتفه يخرج من حجرة المكتب
هل عاد ؟! فتحت الباب لم أجده ولكني وجدت هاتفه فى درج المكتب ..لقد نسي هاتفه
إنهاخيبة التمني تسلل لقلبي لا بأس يمكنني البكاء الآن .ولكنه صوت الجرس يعلن التأجيل ؛ذهبت لأفتح فوجدته.
بادرني
علمت أني سأفتقدك كثيراً لذاتركت الهاتف والمفاتيح لأجد حجة للعودة قبل أن أتغير.

تعليقات الفيسبوك
الرابط المختصر :

أضف رأيك و شاركنا بتعليقك

الإنضمام للجروب
صفحات نتابعها
الأكثر قراءة
مختارات عالم الفن
شخصيات عامة