تم الكشف عن مانع الإعلانات

الإعلانات تساعدنا في تمويل موقعنا، فالمرجو تعطيل مانع الإعلانات وساعدنا في تقديم محتوى حصري لك. شكرًا لك على الدعم ❤️

صراع الأفكار ومهاوي العقلاء :

صراع الأفكار ومهاوي العقلاء :

صراع الأفكار ومهاوي العقلاء
بقلم : حاتم السيد مصيلحي
الفكرة قد تكون أطول عمرا من صاحبها، وقد يخلد ذكره بسببها أو بقدر ما ينتفع بها، وبقدر عمق الفكرة وانتشارها وبعد صيتها يكون العداء ، والجهاد في سبيل طمسها بكل الوسائل الممكنة وغير الممكنة، المشروعة وغير المشروعة، وتجنيدها للقضاء عليها وعلى معتنقيها ، وهذا راجع لقداسة الموروث وإن كان خطأ ، وقد تحدث القرآن الكريم عنهم ناقلا قولهم : { ….إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ} [الزخرف : 23] فهم ينبذون أي فكر يناقض موروثهم ويرمونه بالفساد والمروق ، {قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ} [يونس : 78] وهذا ماحدث مع جميع الأنبياء والمرسلين ومهاجمة منهجهم المدعوم من الله تعالى بالأدلة والبراهين على صدق دعوتهم والتشكيك فيها ، ومحاولاتهم لقتل الأنبياء والمصلحين .

ولم ينته الأمر عند الأنبياء والمرسلين، وإنما امتد الأمر إلى ورثتهم من العلماء الذين عانوا معاناة كبيرة وتحملوا العنت والاضطهاد من المثبطين، وحراس التراث وخدامه، بل إن السياسة لعبت دورا أيضا في توجيه الفكرة و الترويج لها باعتناق الحاكم لها، وظهر ذلك في عصور الظلام في أوروبا ، بسبب سيطرة الكنيسة ووأد أي بارقة أمل في غد مشرق، ونفي العلماء أو إعدامهم وإحراق كتبهم، وإن ظلت الفكرة بعدهم كامنة كالنار في الحطب، حتى إذا هبت رياح التجديد والتغيير أشعلتها من جديد .

ولم ينج المسلمون من فتنة الفكر ، فما إن ظهرت الفرق المذهبية والكلامية، حتى نشأت الخلافات الفكرية التي قادتهم إلى تكفير بعضهم للبعض ، والمواجهات العسكرية، وأشهر هذه الفتن محنة خلق القرآن التي كان ضحيتها الإمام أحمد بن حنبل، والتي كانت تدور حول ، هل القرآن مخلوق أم كلام الله؟ وكان يرى أن القرآن بحق كلام الله، لأن في خلقه منافاة لعصمته.
وقد بعث الله على رأس كل مائة عام من يجدد للأمة دينها، ومن التجديد إبطال وتصحيح ماعلق به من آفات وأخطاء الموروث الفكري والمعتقدي، وإن لم يسلموا من الانتقاد والرفض والاتهام بالكفر والزندقة واستباحة دمائهم وقتلهم.
وستظل حرب الأفكار مستعرة مادامت السماوات والأرض، ولكن إلى متى سنظل عبيدا لموروثنا، منغلقين على فكر من سبقونا بحجة أن باب الاجتهاد قد أغلق، وانتهى عصر العقل والحكمة ؟

تعليقات الفيسبوك
الرابط المختصر :

أضف رأيك و شاركنا بتعليقك

الإنضمام للجروب
صفحات نتابعها
الأكثر قراءة
مختارات عالم الفن
شخصيات عامة