تم الكشف عن مانع الإعلانات

الإعلانات تساعدنا في تمويل موقعنا، فالمرجو تعطيل مانع الإعلانات وساعدنا في تقديم محتوى حصري لك. شكرًا لك على الدعم ❤️

صباحك تكنولوجيا

صباحك تكنولوجيا

بقلم د/ حنان عبد القادر محمد
الدمج بين نظرية الذكاءات اَلْمُتَعَدِّدَة والتكنولوجيا ضرورة
أسهمت اَلتِّكْنُولُوجْيَا بأشكال مُخْتَلِفَة في جميع الدول في اَلرُّقِيّ بالتعليم والرفع مِن جودته، وبات تطبيق الممارسات التقليدية في عملية التعلم غير مقبولة في ظل العمليات السريعة لتحديث طُرُق التعلم داخل المدارس والجامعات خاصة بعد أن وفرت العديد من الدول البنية اَلتِّكْنُولُوجِيَّة اللازمة لتوظيف وسائل الاتصال وَتِكْنُولُوجْيَا المعلومات في التدريس والتعلم، فأصبح هُنَاكَ رابط بين اَلتِّكْنُولُوجْيَا وما تحمله من إمكانات هائلة، مع الجَانب النظري الذي تُمَثِّلهُ نظريات التعلم بكل ما تَخْتَزِلهُ من تراكمات للعلوم الإنسانية عبر التاريخ. ولعل من أشهر هذه النظريات نظرية الذكاءات اَلْمُتَعَدِّدَة، والتي أحدثت مُنْذُ ظهورها ثورة هائلة في مجال اَلْمُمَارَسَات التربوية والتعليمية، حيث غيرت نظرة اَلْمُعَلِّمِينَ لِطُلَّابِهِمْ، وأوضحت الأساليب اَلْمُلَائِمَة للتعامل معهم وفق قُدُرَاتهمْ اَلْمُخْتَلِفَة خاصة وأن اَلْمُمَارَسَات التربوية قبل ظُهُور هذه النظرية كانت تَستخدم أسلوباً واحداً في عملية التعلم حيث كان الاعتقاد بوجود نوع واحد من الذكاء لدى جميع اَلْمُتَعَلِّمِينَ مما أدى إلى افتقاد غالبيتهم لِفُرَص التعلم الفعال وفقاً لطريقتهم وأسلوبهم الخاص في التعلم.
ولذلك فإن تدريب المُعلمين على نظرية الذكاءات اَلْمُتَعَدِّدَة وتطبيقاتها ضرورة تفرضها الاتجاهات وَالتِّكْنُولُوجْيَا الحديثة في بناء المناهج وَطُرُق التدريس، ويفرضها الواقع اَلْمُعَاصِر الذي يبحث فيه عن الجودة في التعلم. وَيُمْكِن أن يتم ذلك من خلال تطوير مهارات التدريس باستخدام اَلْمُسْتَحْدَثَات اَلتِّكْنُولُوجِيَّة اَلْمُخْتَلِفَة، وتنمية مهارات التفكير، واكتشاف المواهب وَصَقْلهَا وتنمية اَلْقُدُرَات بواسطة المٌتخصصين فى المجال، إن نظرية الذكاءات اَلْمُتَعَدِّدَة شَكلت تحديًا للمفهوم التقليدي للذكاء؛ ذلك المفهوم الذي لم يَكُنْ يعترف سوى بِشكل واحد من أشكال الذكاء الذي يَظل ثابتًا لدى الفرد في مُخْتَلِف مراحل حياته، وقد رحبت نظرية الذكاءات اَلْمُتَعَدِّدَة بالاختلافات بين الناس في أنواع الذكاءات التي لديهم وفي أسلوب استخدامها.
فنظرية الذكاءات اَلْمُتَعَدِّدَة تُعَدّ بمثابة تفسير لِلْقُدُرَاتِ العقلية الخارقة التي يتمتع بها بعض الأفراد، والذين يحصلون في اختبارات الذكاء على درجات مُتَوَسِّطَة حيث تتحدث هذه النظرية عن أبعاد مُتَعَدِّدَة في الذكاء، وَتُرَكِّز على حل اَلْمُشْكِلَات والإنتاج اَلْمُبْدِع على اعتبار أن الذكاء يُمْكِن أن يتحول إلى شكل من أشكال حل اَلْمُشْكِلَات أو الإنتاج، وهي لا تُرَكِّز على كون الذكاء وراثي أو هو تطور بيئي. فهي تُعَدّ مَفْهُومَاً جديداً للذكاء، والذي يَرْتَكِز في الأساس على وجود ثمانية أنواع من الذكاء؛ الذكاء اللفظي– اللغوي، الذكاء المنطقي– الرياضي، الذكاء البصري – المكاني، الذكاء الموسيقى – الإيقاعي، الذكاء الحركي – البدني، الذكاء الشخصي – الذاتي، الذكاء الاجتماعي، الذكاء الطبيعي.
وَتُسَاهِم نظرية الذكاءات اَلْمُتَعَدِّدَة في الارتقاء بِمُسْتَوَى التحصيل لدى الطلاب ورفع مستوى اهتمامهم تجاه اَلْمُحْتَوَى التعليمي، وَتُسَاعِد اَلْمُعَلِّم على توسيع دائرة استراتيجياته التدريسية ليصل لأكبر عدد مُمْكِن من اَلْمُتَعَلِّمِينَ على اختلاف ذكاءاتهم وأنماط تعلمهم، وذلك من خلال تنفيذ أنشطة تعليمية متنوعة تتناسب مع طبيعة الذكاءات اَلْمُتَعَدِّدَة، وَتُتِيح اَلْفُرْصَة لِلْمُعَلِّمِينَ لتوسيع أساليب التقويم مما يُعْطِي لِلْمُتَعَلِّمِينَ المزيد من الاختيارات لإظهار ما تعلموه، وما فهموه، وتجعل التعلم شخصياً مما يُؤَكِّد مبدأ تفريد التعليم ويؤدي بِالْمُتَعَلِّمِينَ لمزيد من الانخراط في عملية التعلم والاستمتاع بما تُحَقِّقهُ من أهداف منشودة، وتقدم أنماطاً جديدة للتعليم تَقُوم على إشباع احتياجات اَلْمُتَعَلِّمِينَ ورعاية الموهوبين وَالْمُبْتَكِرِينَ، وَتُعْتَبَر بمثابة نموذجاً معرفياً يُحَاوِل أن يصف كيف يستخدم الأفراد ذكاءاتهم المٌتعددة لحل مشكلة ما.
وَلِلْمُعَلِّمِ دور مِحوري في اكتشاف أنماط الذكاء لدى اَلطُّلَّاب حتى يتسنى له تقديم الأنشطة التي تتناسب مع الأنماط اَلْمُتَعَدِّدَة لهم، ومن ثم يحقق الأهداف المنشودة من عملية التدريس القائمة على الذكاءات اَلْمُتَعَدِّدَة، ويتم ذلك وفق أساليب بسيطة منها اَلْمُلَاحَظَة البسيطة؛ وفيها يُلَاحَظ اَلْمُعَلِّم التصرفات التي يقوم بها اَلطُّلَّاب داخل الفصل والتي قد تكون سلبية في بعض الأحيان، فالطالب القوي لُغَوِيًّا سوف يتحدث في غير دوره، والذي يمتلك الذكاء الاجتماعي سيميل إلى التفاعل، والذكي حركياً سوف لا يستقر في مكانه وهكذا. . وكأن هذه التصرفات تُعَبِّر عن أنماط الذكاء التي تُمَيِّز اَلطُّلَّاب عن بعضهم، وتشير في ذات الوقت إلى أكثر اَلطُّرُق التي يرغب هؤلاء الطلاب في أن يتعلموا من خلالها. وأيضاً أسلوب الاطلاع على ملف إنجاز الطالب؛ يُمْكِن لِلْمُعَلِّمِ تحديد الطلاب اَلْمُتَمَيِّزِينَ في كل نمط من أنماط الذكاء اَلْمُتَعَدِّدَة من خلال معرفة تقديرات الطالب في المواد الدراسية اَلْمُخْتَلِفَة، وذلك من خلال الاطلاع على ملف إنجاز الطالب. وأسلوب التحدث مع مُعَلِّمِي المواد الدراسية اَلْمُخْتَلِفَة. وأيضا سؤال الطالب.
وعليه فإن تصميم الخطط التدريسية وفقاً لنظرية الذكاءات اَلْمُتَعَدِّدَة يتطلب من اَلْمُعَلِّم أن يكون على وعي بِالْمُنْطَلَقَاتِ وَالْأُسُس التي تقوم عليها تلك النظرية، وَمُدْرِكًا للأهمية التربوية التي يُمْكِن تحقيقها من خلال قيامه بإعداد الدروس والوحدات، وتصميم الأنشطة التعليمية التي تتوافق مع أنماط اَلْمُتَعَلِّمِينَ وذكاءاتهم اَلْمُتَعَدِّدَة، وتوظيف اَلطُّرُق والأساليب التدريسية التي يستطيع من خلالها تنفيذ عملية التدريس وتحقيق الأهداف التي يسعى لتحقيقها مع اَلْمُتَعَلِّمِينَ. ويقع على المؤسسات التعليمية مسئولية اكتشاف اَلطُّلَّاب الأذكياء والموهوبين من أبناء اَلْمُجْتَمَع وتنمية مهاراتهم وَقُدُرَاتهمْ، ولن يتم ذلك دون وجود قيادات ومعلمين وفرق عمل قادرة على الدمج بين النطريات والتكنولوجيا لخدمة هؤلاء الطلاب. . وللحديث بقية، ،

تعليقات الفيسبوك
الرابط المختصر :

أضف رأيك و شاركنا بتعليقك

الإنضمام للجروب
صفحات نتابعها
الأكثر قراءة
مختارات عالم الفن
شخصيات عامة