الإعلانات تساعدنا في تمويل موقعنا، فالمرجو تعطيل مانع الإعلانات وساعدنا في تقديم محتوى حصري لك. شكرًا لك على الدعم ❤️
كتب دكتور فوزي الحبال
شم النسيم عيد يختلف عن كل الأعياد، بل أعتبره عيدا متفردا عن بقية الأعياد ، فهو العيد الوحيد الذى يتزامن مع مناسبة يهودية وأخرى مسيحية ، ويحتفل به مسلمو مصر ومسيحيوها. ورغم اختلاف الأزمنة فإن الأطعمة المرتبطة بالأعياد الثلاثة واحدة وهى السمك والبيض .
يقال إن اليهود قد أخذوا عن المصريين احتفالهم بهذا العيد ، ويقال إنهم اختاروا هذا اليوم بالذات لخروجهم من مصر،
حتى لا يشعر بهم المصريون أثناء هروبهم ، حاملين معهم ما سلبوه منهم من ذهب وثروات لانشغالهم بالاحتفال بشم النسيم ،
بل اتخذ اليهود ذلك اليوم عيدا لهم ، وجعلوه رأسا للسنة العبرية ، وأطلقوا عليه اسم عيد الفصح وهو كلمة عبرية تعنى الخروج أو العبور ، تعبيرا عن نجاتهم من فرعون ومن قهر المصريين لهم .
والاحتفال بشم النسيم هو الناس يخرجون إلى الحدائق والمتنزهات بمن فيهم النساء والأطفال، ويأكلون الأطعمة وأكثرها من البيض، والفسيخ ( السمك المملح) وغير ذلك. والملاحظ كان معروفا فى مدينة هليوبوليس ،
وترجع تسمية شم النسيم بهذا إلى الكلمة الفرعونية «شمو» ، والعيد يرمز عند قدماء المصريين إلى بعث الحياة ، وكان المصريون القدماء يعتقدون أن ذلك اليوم هو أول الزمان ، أو بداية خلق العالم كما كانوا يتصورون .
وعندما دخلت المسيحية مصر جاء عيد القيامة موافقا لاحتفال المصريين بعيدهم ، فكان احتفال المسيحيين بعيد القيامة ،
فى يوم الأحد ، ويليه مباشرة عيد شم النسيم يوم الإثنين ، وذلك فى شهر ابريل ‘ برموده ‘ من كل عام وهو الشهر الثامن من التقويم القبطى .
وعيد القيامة المعروف أيضاً باسم عيد الفصح هو أهم الأعياد المسيحية وأكبرها ، يحتفلون فيه بما يعتقدون أنه قيام السيد المسيح من بين الأموات ،
بعد ثلاثة أيام من إيمانهم بصلبه وموته كما هو مسطور فى العهد الجديد ، وفيه ينتهى الصوم الكبير الذى يستمر عادة أربعين يوما ، كما ينتهى أسبوع الآلام ، ويبدأ زمن القيامة ، وفى بداية أسبوع الآلام الذى يسبق عيد الفصح دخل السيد المسيح القدس راكبا على حمار ،
تطبيقا للنبوءة الواردة فى سفر زكريا ، واستقبلته الجموع بشكل حافل، وسبب ارتباط عيد شم النسيم بعيد القيامة هو أن عيد شم النسيم كان يقع أحيانا فى فترة الصوم الكبير ومدته 55 يوما ، وكان شم النسيم يسبق عيد القيامة أحيانا .
وشم النسيم يعنى الفسيخ وهو سمك البورى المملح الذى تحدث عنه هيرودوت فى وصف مصر ، أما البيض فهو رمز للبدايات إلى خلق الحياة من الجماد ،
وقد صوَّرت بعض برديات منف الإله «بتاح» إله الخلق عند الفراعنة وهو يجلس على الأرض على شكل البيضة التى شكلها من الجماد .
وكان الفراعنة ينقشون على البيض ويعلقونه فى شرفات منازلهم ،
ويكتبون عليه أمنياتهم ، وانتقلت عادة نقش البيض إلى الغرب ، وتحول إلى بيض بالشيكولاته .
كل عام والشعب المصري مسلمين ومسحين بخير بعيد شم النسيم وعيد القيامة المجيد