تم الكشف عن مانع الإعلانات

الإعلانات تساعدنا في تمويل موقعنا، فالمرجو تعطيل مانع الإعلانات وساعدنا في تقديم محتوى حصري لك. شكرًا لك على الدعم ❤️

ارجعوا إلى المساجد

ارجعوا إلى المساجد

 بقلم د /محمد عرفه

في هذه الآونة نرى ظاهرة غريبة وهي بعد الشباب عن المساجد عن المكان المقدس وهو بيت الله عز وجل فقال تعالي في حديثة القدسي : قال النبي صلى الله عليه وسلم: قال الله تعالى إن بيوتي في أرضي المساجد، وإن زواري فيها عمارها، فطوبى لعبد تطهر في بيته، ثم زارني في بيتي، فحق على المزور أن يكرم زائره. كذالك علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان المعية والقرب تكون في السجود وعن أبي هريرةَ أنَّ رسُولَ اللَّه ﷺ قَالَ: أقربُ مَا يَكونُ العبْدُ مِن ربِّهِ وَهَو ساجدٌ، فَأَكثِرُوا الدُّعاءَ رواهُ مسلم. أرى المسنين فى المساجد وأرى الشباب فى المقاهى وعلى النواصى اثناء الصلاه وفى هذه الايام اسمع عن الشاب فلان قد مات وكثير من الشباب فلا فرق فى الموت بين شاب وعجوز فلما تفرقون فى العباده من الأمور التي يمكن أن تلحظ بسهولة ويسر انخفاض نسبة الشباب الذين يرتادون المساجد، فلو قمت بعمليّة إحصائيّة للمصلّين في أيّ مسجد ستجد أنّ الشباب منهم يمثّلون النسبة الأقلّ، وبتعبير آخر فإنّ الأجيال الجديدة لا تتفاعل مع المسجد كما هو الحال مع الأجيال القديمة، وهذا مؤشّر خطر جدّا إذ أنّه ينبىء بوجود خلل في الأمر قد يؤدّي إلى انتهاء دور المسجد في حياتنا كما هو الحال في بعض البلدان التي تحوّلت المساجد فيها إلى مجرّد معالم أثريّة.
ومن هنا فإنّنا نريد البحث في أهمّ أسباب هذا الإعراض عن بيوت الله -زادها الله رفعة- لكي نعالجها ونقدّم الحلول المناسبة لها:
الخلل الأوّل: هو عدم تعويد الطفل من صغره على المسجد إذ أنّ بعض الآباء يحرصون على الذهاب إلى المساجد ولكنّه لا يصطحب ابنه معه، فيكبر هذا الطفل دون أن يكون للمسجد حضور في حياته وبالتالي لن يصبح من مرتاديه.
نعم البعض يعلّل هذا الفعل بوجود كراهة نصّ عليها الفقهاء في اصطحاب الأطفال للمساجد، إلّا أنّ هذه الكراهة قد قيّدت بمن لا يؤمن تنجيسه للمسجد أو إيذاؤه للمصلّين، فهي ليست كراهة مطلقة تشمل كلّ صبيّ مميّز، بل يمكن أن نتجاوز هذه الكراهة بإيجاد حلول جديدة كجعل غرفة خاصّة بالأطفال في المسجد تكون متاحة لهم في أوقات الصلاة بحيث لا يزعجون غيرهم.قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : مُرُوا أَوْلاَدَكُمْ بِالصَّلاَةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا ، وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ.
الخلل الثاني: إنّ المأمول من المسجد أن يكون مركزا لتعليم الناس كلّ ما يتعلّق بدينهم بل والقيام بتربيتهم وتزكيتهم، لكن عندما نلاحظ المساجد وأنشطتها في السنوات الأخيرة نجد أنّها اقتصرت على كونها مكانا للصلاة لا أكثر، ومن هنا زهد فيها الناس لاسيما الجيل الجديد لأنّه لا يجدها تقدّم له شيئا إضافيّا فكان المسجد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم للصلاة وللعلم ولعلاج القضايا والمنازعات التي تعصف المجتمع وتساعد في حلها حلولا جذرية وتدعي إلى الألفة والمحبة والترابط ويعلموهم أن الله في عون العبد إذا ما كان العبد في عون أخيه وكذالك الخلق عيال الله فمن أحسن إلى خلقه أحسن الله إليه. وان الله يحب أن يرى اثر نعمه على
خلقه وتجاوز هذه المشكلة يكون بتفعيل دور المسجد وجعلها منارة للناس تنير طريقهم وتضيء دربهم بإقامة البرامج والفعاليّات التربوية والتعليميّة، والأهمّ من هذا هو اعتماد الأساليب الحديثة والمعاصرة التي من شأنها أن تكون عنصر جذب للشباب فيكونوا ايجابين عطائين محبين للخير.
الخلل الثالث: لابدّ أن تكون بيئة المسجد صحيّة نموذجيّة مثاليّة، وذلك لأنّ هذه البيئة هي المرآة التي تعكس الحياة
الطبيعية للشباب ودورهم في الحياة التي يعيشونها
فالمساجد التي من المفترض أن تكون روضة من رياض الجنان تحوّلت إلى حلبة للصراعات وساحة لتصفية الحسابات بين المتديّنين والأخطر من هذا أن تكون هذه الصراعات باسم الدين والتديّن، وهذا الأمر جعل كثيرا من الناس يتجنّبون بيوت الله لتجنّب الخوض في هذه الصراعات
نحتاج فعلا إلى إعادة النظر في الوضع الحالي للمساجد والبعد عن الفكر المتطرف لأن هناك بعض المتعصبين المتشددين كانوا يستخدمون المساجد في الفترة الماضية والآن يتم بعدهم تماماً عن الساحة وهذا عمل محمود من القائمين على ذالك وتقييم ما تقدّمه للناس وتغيير ما يمكن تغييره حتّى ننقذ هذا الجيل، إذ أنّ غياب المسجد من المنظومة التربويّة والتعليميّة يعني حلول شيء آخر بدله، والشياه إذا لم يرعها الراعي فإنّ الذئب لها بالمرصادفعن أبي هريرةَ رضي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: ((سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ الله في ظِلِّهِ يومَ لا ظِلَّ إِلا ظِلُّهُ: إِمامٌ عادِلٌ، وشابٌّ نَشَأَ في عِبادة الله تعالى، ورَجُلٌ قَلْبُه مُعَلَّقٌ بالمساجد، ورَجُلانِ تَحَابَّا في الله: اجْتَمَعَا عليه وتَفَرَّقَا عليه، ورجلٌ دَعَتْه امرأةٌ ذاتُ مَنْصِبٍ وجَمَالٍ، فقال: إِني أَخاف الله، ورجلٌ تصدَّق بصَدَقَةٍ، فأَخْفَاهَا حتَّى لا تَعْلَمَ شِمَالُه ما تُنْفِقُ يَمِينُه، ورجلٌ ذَكَرَ الله خاليًا، فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ))؛ متَّفق عليه.
فمن أراد أن يُشْرِق قلبه بنور الله، فعليه أن يتصف بصفات هؤلاء الرجال، التي منها عمارة المساجد، وليس المقصود بتلك العمارة أداء الصلوات فيها فقط، ولكن لا بد كذلك من تعلُّق قلبه بها، كما في حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، ((ورجل قلبه معلَّق في المساجد))، قال النووي في شرحه: معناه شديد الحب لها، والملازمة للجماعة فيها، وليس معناه دوام القعود في المسجد، وقال ابن حجر في الفتح: ظاهره أنه من التعليق كأنه شُبِّه بالشيء المعلق في المسجد، كالقنديل مثلاً؛ إشارة إلى طول الملازمة بقلبه، وإن كان جسده خارجًا عنه، ويدل عليه رواية الجوزقي: كأنما قلبه في المسجد من شدة الحب
جاء في فيض القدير للمناوي: قلبه معلق بالمساجد من شدة حبه إياها، لَمَّا آثر طاعة الله وغلب عليه حبُّه، صار قلبه ملتفتًا إلى المسجد، لا يُحِب البَرَاح عنه؛ لِمَا وجد فيه من رَوْح القُربة، وحلاوة الخدمة، فآوى إلى الله مؤثِرًا فأظله بظله وأدخله في رحمته. فيا شباب الإسلام اعلموا أن ضمن السبعة المستظلين بظل الرحمن يوم القيامة شاب نشأ في عبادة الله ورجل قلبه معلق بالمساجد وشاب دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله رب العالمين. فاللهم حصن شباب المسلمين أجمعين واهدهم يارب العالمين ودائماً نلتقي على الخير.

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، ‏يبتسم‏‏
تعليقات الفيسبوك
الرابط المختصر :

أضف رأيك و شاركنا بتعليقك

الإنضمام للجروب
صفحات نتابعها
الأكثر قراءة
مختارات عالم الفن
شخصيات عامة