تم الكشف عن مانع الإعلانات

الإعلانات تساعدنا في تمويل موقعنا، فالمرجو تعطيل مانع الإعلانات وساعدنا في تقديم محتوى حصري لك. شكرًا لك على الدعم ❤️

“وآتت المياه بأمر ربها” تزامنا مع أزمة سد النهضة مصر تتعرض لأقوى فيضان لم يحدث منذ 50 عاما

“وآتت المياه بأمر ربها” تزامنا مع أزمة سد النهضة مصر تتعرض لأقوى فيضان لم يحدث منذ 50 عاما

 بقلم.. صفاء دعبس
مصر هبة النيل” عبارة خالدة قالها المؤرخ اليوناني هيرودت قبل الميلاد أثناء زيارته لمصر،فمصر هبة الله وليست النيل لأن النيل الذى يجرى من أعالى الحبشة ليشق أرض الكنانة ثم يصب ما بقى منه فى البحر عبر آلاف السنين فهو من صنع الله ولم يصنع من تلقاء نفسه ولا تكفلت به دولة ولا أحد، فإن الله هو الذي أنزل الأمطار الغزيرة على جبال الحبشة (إثيوبيا) عبر آلاف السنين الماضية بكل هذه الغزارة والتى يستحيل معها الاحتفاظ بها وإلا غرقت البلاد و هو الذى يُسيِّر السحب كيف يشاء، سبحانه الذى جعل المياه الغزيرة تشق لها طريقاً داخل الحبشة نفسها ثم تندفع لتكمل الطريق عبر السودان المجاورة ثم تستمر لتشق لها طريقاً عبر مصر ثم إلى فرعين داخل أرض الكنانة ثم إلى البحر. وفي عام 1929 وقعت الحكومة البريطانية ممثلة لإقليم شرق أفريقيا، اتفاقا مع الحكومة المصرية، يضمن تدفق 55 ونصف مليار متر مكعب من المياه لمصر سنويا، محتسبة ما لا يقل عن ألف متر مكعب للفرد سنويا (المتوسط على نطاق العالم كله هو 7230 متر مكعب)،وكانت تلك الكمية أكثر من كافية لعدد 15 مليون مصري، غير أن تعداد المصريين الآن بلغ المائة مليون نسمة، مما أدخل مصر في مرحلة الفقر المائي، الذي يعرض أراضيها وزراعتها وحياة شعبها للخطر، لا سيما وأن مصر ليس لديها بدائل من أمطار أو مياه جوفية، أو مصادر أخرى تسد بها احتياجاتها. “وآتت المياه بأمر ربها” وفى أكتوبر الجاري تعرضت مصر لفيضان بشكل لم يحدث منذ 50 عاما ،واستقبلت محافظة جنوب سيناء عاصفة من الأمطار بمعدل 15 مليمتر خلال يومي 15و16 أكتوبر الحالي، وتم استقبال تلك الكميات التي قُدرت بحوالي 5 ملايين متر مكعب على الوجه الأمثل، وتخزينها في البحيرات الصناعية وخلف السدود والحواجز التي تم إنشاؤها للاستفادة منها من قبل التجمعات البدوية في سيناء فلا خوف أبداً على مصر المحروسة مما يكيده لها أعداؤها فى كل نواحى الحياة والتى وصل إلى شربة الماء وروية الزرع،والأمر كله مرده إلى الله عز وجل ولو شاء لتوقفت الأمطار عن الهطول على جبال الحبشة ولعم الجفاف بها وبالسودان ومصر،ولكن الله كريم يمنح الحياة ويهبها مقومات الوجود والنمو والنماء لتعمر الارض. فإن مصر ذاكرها الله عز وجل بكتابه الكريم واختصها بعنايته فى أكثر من موقع ووصفها نبى الله يوسف لأهله بالأمان كما كانت دائماً بلد الخير والزروع والثمار، وحين طلب بنو إسرائيل من موسى «ما تنبت به الأرض» قال لهم «اهبطوا مصر فإن لكم ما سألتم» فمصر فى أمن الله وفى عنايته ولن تكون أبداً عرضة للهلاك . ومنذ أن بدأت أديس أبابا عملية بناء سد النهضة في نهر النيل الأزرق قرب الحدود الإثيوبية السودانية، في 2 أبريل 2011 هذا المشروع التي الذي لم يتم إنجازه حتى الآن لتعطيش شعب مصر مازالت القيادة السياسية تتحاور فيما فيه مصالح الشعبين المصري والأثيوبي وإعادة الأمور إلى نصابها، فمصر لاتخاف من جوع ولاعطش فهي التي أتت لها العالم لاطعامهم من خير مصر فمصر لها رب كريم ولها جيش عظيم ولها قائد وزعيم “قال أن مسألة المياه بالنسبة لنا حياة أو موت”فلا خوف على وطن الله حافظه وذاكره بكتابه . والكثيرون من الأعداء يتنبأون بالضياع ولكن أبداً لن تكن مصر عرضة للهلاك عندما تنتهى إثيوبيا من بناء سدها الضخم المسمى بسد النهضة ،فمصر فى امان الله وحفظه ورعايته ،والمصريون منذ القدم يعشقون نهر النيل بل ويقدسونه، وكانوا يعاملونه أفضل معاملة وكأنه إنسان يفهم ويعي حاجتهم ويكفى أنهم كانوا يقدمون له عروس يزينونها فى موسم الجفاف ويلقونها فى النهر حتى يرضى عنهم ويفيض بمائه فيرون ويزرعون «فيما سميت بعروس النيل» حتى أبطل الإسلام هذا الأمر على يد الفاتح عمرو بن العاص الذي أرسل لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب فى هذا الشأن فأرسل له رسالة للنيل يقذفها فيه بدلاً من العروس وكانت نهاية هذه العادة الوثنية القديمة،فنحن لا نفرط فيه فهو حياتنا وعليه نعيش وإن الذى شق لنا هذا النهر الخالد وأتى به من منابعه فى جبال الحبشة أبداً لن يضيعه منا ولن يحرمنا منه لأن الله لا يغير خلقه وهذه سنته فى كونه، والنيل من خلق الله عز وجل. وبالختام.. إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ هذا أمر الله، فإن نهر النيل هبة من الله لشعب مصر ، والمياه آتت بأمر ربها رغم كل المحاولات لتعطيش مصر ،فالنيل خالد ولن يضيع منا حتي قيام الساعة.

 

تعليقات الفيسبوك
الرابط المختصر :

أضف رأيك و شاركنا بتعليقك

الإنضمام للجروب
صفحات نتابعها
الأكثر قراءة
مختارات عالم الفن
شخصيات عامة