تم الكشف عن مانع الإعلانات

الإعلانات تساعدنا في تمويل موقعنا، فالمرجو تعطيل مانع الإعلانات وساعدنا في تقديم محتوى حصري لك. شكرًا لك على الدعم ❤️

لِمَ الانتحارُ ؟

لِمَ الانتحارُ ؟

بقلم الدكتور عمران صبره الجازوي.

إنَّ من جملةِ النواهي الإلهية التي جاءت عبر القرآن الكريم ، النهي عن قتل النفسِ ، قال تعالى : { ولا تقتلوا أنفسكم إن اللهَ كان بكم رحيماً } سورة النساء آية – 29 بيد أنَّ في هذه الآونة الأخيرة قد ظهرت ظاهرةٌ تؤذنُ بخطرٍ كبيرٍ ، وشرٍّ مستطيرٍ ، ألا وهي ظاهرة ” الانتحار ” التي يقدمُ عليها شبابنا من الذكورِ والإناثِ مستهينين بعظمِ الجرمِ ، وقبحِ الذنبِ الذي يقترفوه ، وإن تعجب فعجبٌ هوانُ نفوسهم عليهم ، واسترخاصهم لها ، والسؤالُ الذي يفرضُ نفسه الآن :
ما الدوافعُ والأسبابُ التي تقفُ وراءَ هذه الظاهرة ؟ ، وللإجابةِ أقول :
ثمة أسبابٌ تقفُ وراء هذه الظاهرة ، من أهمها ما يلي :
– انقطاعُ الصلةِ بالله ؛ للجهلِ به – سبحانه وتعالى – ، إذ لو كانوا يعتقدون بأنه يراهم ما أقدموا على ما فعلوا ، ولا جعلوه أهونَ الناظرين إليهم ، بالإضافة إلى جهلهم بأحكامِ شريعته الغرّاءِ التي حرّمت الانتحار ، وجعلته من كبائر الذنوب – والعياذُ بالله – ، ولو فعله المرءُ مستحلّاً له لكفر بذلك ، قال رسولُ الله – ﷺ – : ” من قتل نفسه بحديدةٍ فحديدته في يده يتوَجَأُ – يطعنُ – بها في بطنه في نارِ جهنمَ خالداً مُخلّداً فيها ، ومن شربَ سُمّاً فقتل نفسه فهو يتحسّاه في نار جهنمَ خالداً مُخلّداً فيها أبداً ، ومن تردّى من جبلٍ فقتل نفسه فهو يتردّى في نارِ جهنمَ خالداً مُخلّداً فيها أبداً ” رواه الشيخان .
– التقليدُ الأعمى للغربِ في أسوأ عاداتهم وتقاليدهم ، ذلك الغربُ الذي قطع صلته بالله ، فأصبح صدره ضيقاً حرجاً كأنّما يصعّدُ في السماءِ ، فما إن تنتابهم الضغوطُ ، وتثقلُ عليهم المسئوليات حتى تضيقُ عليهم الأرضُ بما رحبت ، فيفقدون آنذاك الأملَ ، ويقدمون على التخلصِ من دنياهم بطريقةٍ أو بأخرى ، ولا مسوّغَ لنا في تقليدهم إذ أننا – ولله الحمد – نستطيعُ أن نتخلصَ من الهمومِ والغمومِ التي تثقلُ كواهلنا بركعةٍ ، ونطمئنَ قلوبنا بتسبيحةٍ .
– سوءُ الظروفِ الاقتصادية ، ولا يصلحُ ذلك مبّرراً ،أو يُمهّدُ ذلك عذراً للإقدام على قتلِ النفسِ ، فثمة أناسٌ لا يملكون قوتَ يومهم ، ومع ذلك أقربُ ما يكونون من الله ، يفترشون الرضا ، ويتدثرون بالسترِ .
– التفككُ الأسريُّ ، وما ينجمُ عنه من خلافاتٍ من شأنها اتساعُ الفجوةِ بين الآباءِ والأبناءِ ، الأمرُ الذي يؤثرُ سلباً في نفوسهم ، ويصيبها بالاعتلالِ ، فتفقدُ الحياةُ عندهم متعتها ، فيملّونها ، ويفكرون في كيفية التخلصِ منها .
هذه هي أهم أسبابِ انتشارِ هذه الظاهرة ، ولابد من تكاتفِ الأفرادِ والهيئاتِ والمؤسسات للحدِّ من هذه الظاهرة التي تستشري عدواها بين الحينِ والآخر ، وذلك بما يلي :
– نشرُ الوعيِّ الديني ، والثقافةِ الدينية عن طريق فتحِ أبوابِ الصحافةِ والإعلامِ أمام الدعاةِ المعتدلين الذين يتمثّلون وسطيةَ الإسلامِ ؛ ليبصّروا الناس بأمورِ دينهم ، وهذه مهتهم التي أناطها اللهُ بأعناقهم ، ولعمرِ الله لا يسئلُ الجهلاءُ لِمَ لم يتعلّموا حتى يسئلُ العلماءُ لِمَ لم يعلّموا ؟ .
– استحداثُ مادةِ ” الثقافةِ الدينية ” ، وإدراجها ضمنَ مناهج الكلياتِ النظريةِ والعمليةِ باستثناء الكليات المتخصصة ؛ ليتمكّنَ طلابنا من الاطّلاعِ على أمورِ دينهم ، وغرسِ القيمِ في نفوسهم .
– الاهتمامُ بمادتي الاستشراقِ والفكرِ الإسلاميِّ ؛ لأنهما يكشفان حقيقةَ الغربِ ، ويوضّحان الأهدافَ التي يسعى إلى تحقيقها ، وما يريدُ من الشرقِ حتى لا يغترُّ الناسُ ببهرجِ حضارتهم الزائفةِ ، ويأخذوا حذرهم منها .
– استثمارُ طاقاتِ الشبابِ ، وفتحُ أبوابِ عملٍ جديدةٍ ، ووضعُ كلِ متخصصٍ في مكانه اللائقِ به ؛ ليبدعَ في مجاله ، ويؤدي رسالته على الوجهِ الذي ينبغي .
– تقويةُ روابطِ الأسرةِ ، وتدعيمُ أركانها ، ورأبُ الصدعِ الذي نشأ بين الآباءِ والأبناءِ ، وذلك عن طريقِ عملِ الندواتِ الدينية ؛ ليثمرَ ذلك جيلاً واعياً متفائلاً واثقَ الصلةِ بربه ، خالياً من الأمراضِ والعقدِ النفسية التي تتسببُ في العديدِ من الكوارثِ التي تؤذنُ بخرابِ المجتمعاتِ ، وسقوطِ الأممِ .
اللهمَّ قد بلّغتُ ، اللهمَّ فاشهدْ .

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏‏نظارة‏ و‏لقطة قريبة‏‏‏‏
تعليقات الفيسبوك
الرابط المختصر :

أضف رأيك و شاركنا بتعليقك

الإنضمام للجروب
صفحات نتابعها
الأكثر قراءة
مختارات عالم الفن
شخصيات عامة