تم الكشف عن مانع الإعلانات

الإعلانات تساعدنا في تمويل موقعنا، فالمرجو تعطيل مانع الإعلانات وساعدنا في تقديم محتوى حصري لك. شكرًا لك على الدعم ❤️

ذكريات بريشاوية كتبها الراحل ماجدى البسيوني

ذكريات بريشاوية كتبها الراحل ماجدى البسيوني

ذكريات بريشاوية .

 

مشارعنا القومية من المدرسة الابتدائية للوحدة الصحية للست خديجة والطريق باضياء بيه.

 

كتبها الصحفي الراحل / ماجدى البسيوني

 

لم تكن الحفلة التي تحدثنا عنها بالأمس التي حوت مسرحيتين ورقصة واسكتش غنائى هى العمل الفنى الأول، بل كان العمل الثاني جاءت

بعد حرب يونية فى 1967فكان بها مسرحية “أغنية علي الممر” وهو فيلم فيما بعد ..

يقال أن الحفلة الأولي كانت بالنقرة ،لم أعش وقتها فقط استمعت عنها ،لكن الحفلة الثالثة كانت من اخراج الحبيب ذكي دهب وخبرة الرائع محمد عرابي العديد من المشاريع التي تعتبر مشاريع جمعية كثيرة بقريتنا البراشية، المشروع الجمعي الذي أقصده هو المشروع الذي يشترك فيه الجميع لخدمة الجميع بلا استثناء ، ولكن هنالك مشروعات قومية ،بمعني كان لها أثرا ومشاركة فى عمل علي مستوى مصر كلها بل على مستوي الوطن العربي كله ،فمن أين نبدأ…

 

كانت البداية بالقرية هي المشاريع الجمعية التي تعنى الجميع ،، بناء المدرسة الإيتدائية “المؤسسة” بداية عام 1960 هي أهم عمل جمعي عرفته البراشية ، فكنا من بين المشروع القومى الذي يعنى إقامة مدرسة ابتدائية بكل قرية على مستوى الجمهورية ..كانت الأرض تبرعا من أعمامنا الشيخ مصطفي شيخ البلد والحاج محمود والحاج محمد أبو حجازية مجتمعين .

كانت القرية عن بكرة أبيها تحتفل بنقل ملفات المدرسة والأثاث القديم من مكان المدرسة القديم “محطة الرفع الحالية” إلي مكان نفس المدرسة الحالي ولكنها كانت بتراث أجمل مما عليه الآن ـ ربما الحنين يجعلني أقول هذا.. حجرة التدبير وحجرة القراءة والمكتبة والداخلية بالدور الأخير عندما كنت أذهب فى رسالة من أخى لخطيبته “الأبله سهير”أو طبق به أكلة حلوة من أمى.. كان يوزع علينا “الفطيرة الكبيرة وقطعة الجبن الصفراء وهنياله من كان محبوبا للثلاثى مراكز القوي عمنا أحمد أبو مي وعمنا لطفى الشاذلي وخالتي منيرة فكنا نتودد عند التوزيع لكل من محمد مي والشربينى الشاذلى الله يرحمه “…

كان يوما أسودا يوم التبخير،عندما يأتي عاملات الصحة بأجسادهم الضخمة ولم يكون من أهل القرية ويشرح لنا رئيسهم قبل بداية التبخير معنى شمس ومعنى قمر أى نخفض رؤسنا لأسفل ونلقى برأسنا إلي الخلف ويحذرنا من الخطأ بفتح العيون حتي لا يدخل بها التبخير.. كانت كلمة التبخير غير دقيقة فى وصف العملية التى كانت تعنى “بخ” أجسادنا بالبدرة القاتلة لكافة أنواع الحشرات،كانت حملات لا تكتفي بالمدارس

فقط بل المنازل أيضا أيا كان مستواها الاجتماعي.

 

الوحدة الصحية أيضا كانت عملا جمعيا بقريتنا،كانت الأرض تبرعا خالصا لعمنا

محمد أبو خميس العمدة والحاج عبد الهادي أبو خميس ، كنا نذهب يوم الأحد من كل أسبوع لأخذ حقن البلهارسيا ، من منا لا يعرف عمنا علي الأطرش وسي محمد جمعة وعمنا أنور عفيفى الثلاثة كانوا غرباء عن القرية.. وخالتنا فاطمة أبو عبد الله ، من حق عمنا علي الأطرش أن يكون عصبيا أغلب الوقت فهو المعني بإعداد عينات التحليل (….) وعمنا محمد جمعة هو من يعطى النتيجة المكرسكوبية أما عمنا أنور فيكفيه تحديد الدور والهزار مع ..

 

أما السيدة المحترمة فاطمة أبو عبد الله فكانت تختص فى التعامل مع النساء وأحيانا بمسك أيادينا نحن الصغار للحقن ولا أعرف من أعطي لعمنا أنور الاشتراك في هذا الحق المحبب لديه ورحم الله الجميع ..!

ربنا يجعل كلامنا خفيف على أختنا “سلوى أنور” وتنسى حكاية أنني من ممكن أعاقب علي هذه النقط بذبح ولو دجاجة.

لم تشهد قريتنا علي مدي عمره أن أخطأ عمنا أنور عفيفى فى أحد، لسانه حلو ،ضحوك لايوجد بيت فى قريتنا كلها لم يدخله عم أنور للدرجة التي كان يقال له : لا توجد غرفة نوم لم يدخلها ، طبعا لأنه كان يذهب لطبابة المريض أو المريضة المتواجدين بالطبع بغرفة النوم سواء كان بصحبة طبيب الوحدة أو بمفرده للحقن ..كان متصالحا مع نفسه..

 

الله يرحمك يامحمد ياشاهين “حمودة” عندما اختارني وكان معنا العزيز الشحات ناصف لرؤية فتاه هى إبنة السيدة فاطمة أبو عبد الله التي صارت زوجته رحمه الله وأما لأبنائه مد الله فى عمرها نفسها..كان شهين بقلب طفل يخرج الضحكة من أعماقه ، يوما ونحن فى الطريق إلي منزل السيدة فاطمة بدقهلة سألنا شاهين:هل أنت مستعد لأن تضع نقودا ـ كعادتنا ـ علي صينية الشاي التي ستقدمه الفتاة .. فكان رده :نعم معي …وبالفعل وضع يده بجيبه وأخرج ورقة مالية أو أكثر مطبقا عليها بيده..

 

ذهبنا وجلسنا ودخلت الفتاة تحمل صينية عليها زجاجات مياه غازية ،شربنا وبعدها بدأنا أنا والشحات نتبادل النظرات كأننا نقول :لماذا لم يضع شاهين ورقة النقود على الصينية ،فرحنا ننظر لشاهين الذي راح يتجاهلنا ،فما كان منى لقربي من شاهين إلا أخذت بيده وخرجنا بعيدا عن غرفة “الكنب”لتي كنا نجلس بها..سألته :لماذا لم تضع الفلوس :فإذا به وبصوت عال غاضبا من السؤال : وأين الشاي الذي أتوا به فلم يقدموا سوى مياه غازية…

ضحكنا وتمت الزيجة بعدها علي خير .

 

العمل القومي الذي أسجله الآن وسبق وسجلته منذ سنوات وأفتخر به كوني من البراشية ولا يمكن بأي حال أن أغمض العين عنه هو ماحدث بقريتنا بعد العدوان الصهيونى في يونية 1967بعد أن رفع شعار إعادة بناء القوات المسلحة المصرية، عندها تقدمت السيدة خديجة المرقبي مع بعض السيدات وانصهار كل نساء قريتنا بالتقدم بتبرعات ذهبية حلق خاتم دبلة أي مشغولات ذهبية، ولو بقروش بسيطة ..كان عملا قوميا بإمتياز رحمها الله ورحم كل من كن معها ورحم كل من تقدم ولو بجرام ذهب من نساء قريتنا العظيمات.

 

كان إنشاء طريق البلد الرئيسي بدلا من الطريق القديم الذي كان يمر من أمام الوحدة الصحية عملا بريشاويا جامعا خالصا ..كان بمثابة السد العالي بالبراشية، ربما لا يعرف الكثير من الشباب والشابات الصاعدين أن الطريق من محطة البلد وصولا لجسر النيل لا يسع لمرور حمارين متقابلين محملين بالبرسيم لضيقه والويل كل الويل عندما يأتي الشتاء فإن لم تتعرقل فتسقط علي الأرض بكل مابها من طين للركب وإما يكون مصيرك بأحد الترعتين على جانبي الطريق ، تخيل يا مواطن أن يضم الترعتين

تعليقات الفيسبوك
الرابط المختصر :

أضف رأيك و شاركنا بتعليقك

الإنضمام للجروب
صفحات نتابعها
الأكثر قراءة
مختارات عالم الفن
شخصيات عامة